نقابة المعلمين حلم هل يتحقق !؟

.أولا لنبدأ بمفهوم النقابة التي يطالب بها المعلمون ولماذا ؟

هناك حقيقة يجب ان نواجهها وهو واقع المعلمين وظروف عملهم ونجد انه وبشكل عام هذا الواقع سيء ويحتاج الى تغيير، من جهة المردود المادي ومن جهة أخرى وهي النظرة الحالية للمعلم بأنه دائما المتهم والملام على أي شيء يحدث، لا ننسى الضغوطات التي يتعرض لها المعلمون والتي لا استطيع أن أنكر بأن بعض المعلمين بحاجة لهذه الضغوطات من أجل الحصول على أداء الأفضل ولكن نرى أن التعميم هو السائد عند كل المدارس لا يوجد تمييز أو تقدير للمعلم ولو على مستوى المدرسة فقط، لا ننسى على المستوى العام والذي يظر جليا من تصريحات وزير التربية والتعليم مؤخرا والذي تظهر مدى التقدير للمعلمين وبخاصة من الوزير بحد ذاته مما أثار حفيظة المعلمين

شعوري بأن هذه الضغوط وعدم التقدير موجودة لكي يتركز تفكير المعلم على عدم ارتكاب الأخطاء وزيادةالمهام مكتبية التي لا أهمية لها بنظري واشعاره دائما بالتقصير كل ذلك من أجل عدم المطالبة بمميزات أو ترقية أو على الأقل مكافأة لأداءه ولا ننسى بأن كل هذه الأمور تقتل روح الابداع عند أي معلم ..... من تجربة شخصية وفي أحد المدارس كنت قد بدأت بتحضير تجارب وخطط لرحل علمية وأبحاث صفية ولكن عندما لم أجد الدعم أو التقدير أصبحت أفكر فقط باعطاء الدرس كما هو مذكور وهو واجبي وأن لا أرتكب أخطاء سواء في تعاملي مع الطلبة أو أولياء الأمور أو حتى الادارة المدرسية والآن اذا أردت أن ابحث عن النشاط والاثارة في موضوع التعليم في فكري أجد انها تلاشت .... من كل ذلك نرى بأن نقابة المعلمين قد توفر بعض الحقوق للمعلمين لتقف معهم في وجه بعض المدارس التي قد تحاسب المعلم حتى في مرضه وكأنه ليس انسان ! وتصر على حضوره الى المدرسة وفي حال لم يستطع فانه يحسم من راتبه حتى بوجود عذر طبي .... وهذه قد تكون أهون المصائب التي قد نراها .... وهل ذلك خفي على الطلبة ؟ اذا لم يرى الطالب معلمه بالشكل اللائق ولا احترام له وبنفس الوقت لا يحق للمعلم حتى التحدث مع الطلبة باسلوب التعنيف أو العقاب بأي شكل من الاشكال والتي انا ضده كما ذكرت سابقا ولكن ما هو الحل ؟ لأن ذلك يؤثر على سلوك الطلبة عندما لا يجد الطالب أساليب تربوية في المدرسة ويكون التركيز على التعليم فماذا سيحصل اذن ؟ تعليم بدون تربية فيتطاول بعدها الطالب على معلمه

مخاوف انشاء نقابة معلمين وكما شرحها لي شخص ضليع بالأمور السياسية بأن التعليم والطلبة هم موضوع حساس لانهم المجموعة الأكثر تأثير في أي مجتمع اذا لم يكن في الوقت الحاضر اذن في المستقبل القريب لذلك نقابة خاصة للمعلمين على حد علمه لن ترى الضوء أبدا لأن النقابات تأخذ منحى سياسي ويجب أن لا يحمل أي معلم أفكار سياسية يبثها بين الطلبة وخاصة في هذه العمر الصغيرة ولكن هل من الضروري أن تأخد منحى سياسي ؟ حقا لا أعلم

أحمد الله انه مع نهاية هذا الفصل سأبتعد عن التدريس نهائيا لأني أبحث عن الارتقاء والتميز والتقدم في عملي وتفكيري وهذه أمور لا يوفرها لي ظروف المعلمين والتي هي كذلك منذ الأزل .... ماذا لو فكر كل معلم مثل طريقة تفكيري ؟ ماذا سيحصل للتعليم بعدها ؟